الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
محاضرات عن طلب العلم وفضل العلماء
13572 مشاهدة
أصول الشريعة الإسلامية

ولا شك أن كتاب ربنا سبحانه وتعالى هو الأصل في العلم، والذي فيه الحث أيضا على طلب العلم، وتعلمه بحفظه وبقراءة ما فسر به من كلام أهل العلم الذين اجتهدوا في استنباط الأحكام منه.
لا شك أن الذين حفظوا القرآن أو كرروا قراءته أو قرءوا تفاسيره مرة بعد مرة أنَّ الله يفتح عليهم، وأنه يرزقهم علما نافعا يستفيدون منه؛ فيعملون على بصيرة، وكذلك يعلمون غيرهم، فنحث على كتاب الله تعالى فهو أصل العلوم وهو منبعها.
كذلك سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنها الأصل الثاني بعد كتاب الله تعالى، وأيضا فإنه -صلى الله عليه وسلم- هو المبين لكتاب ربه وهو الموضح له عملا بإرشاد الله له، قال الله تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ .
هكذا أخبر الله بأنه أنزل هذا الذكر حتى يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته ما أنزل إليهم، ولقد بين لهم بأقواله، وبين لهم بأفعاله، وبين العلل وبين الأحكام بما هو مشروح في السنة النبوية.
ثم إن السنة النبوية لها حكم القرآن في العمل بها؛ لذلك أو يدل على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- إني أوتيت القرآن ومثله معه ؛ يعني من السنة أي: أنزل عليه من القرآن وأنزل عليه من السنة ما فيه أحكام وما فيه حلال وحرام.
ولقد قيض الله تعالى لهذه السنة من يعتني بها ومن يحفظها ومن يدونها، ووصلت إلينا كما هي متحققة الثبوت مروية بالأسانيد الصحيحة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- مما يبين أن هذه السنة شريعة من الله تعالى كما أن القرآن شريعة.
فيجب علينا أن نتعلم السنة ونتعلم القرآن، والتعلم يكون بواسطة الحفظ أي: حفظ أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قراءة ما تيسر من شروحها من الشروح التي اعتنى بها العلماء والأئمة؛ شرحوا غريب الأحاديث، وشرحوا الأحكام التي فيها، واستنبطوا منها الفوائد، فما بقي علينا إلا أن نقرأ أو نستفيد أو نتعلم.
كذلك أقوال الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فإنهم اعتنوا بالسنة واعتنوا بالشريعة واعتنوا بالأحكام، وفتح الله تعالى عليهم ورزقهم فهمه، وهم الذين تلقوا السنة من النبي -صلى الله عليه وسلم- والذين عاصروه، والذين أخذوا عنه القرآن، وأخذوا عنه الأحاديث، وأخذوا عنه الأحكام والحلال والحرام، فكانوا أولى بأن تتبع أقوالهم؛ فلذلك قال ابن القيم
العلـم قـال اللـه قال رسـوله
قال الصحـابة هم أولو العرفـان